تقول الدراسات الحديثة أن نحو 70% مما يتعلمه المرء يرد إليه عن طريق القراءة. أما الطالب، فهو يقضي معظم الساعات في ممارسه عملية التعلم. فهو:
1) يحتاج إلى القراءة في تعلم جميع الموضوعات التي يدرسها.
2) يقدم الامتحانات التي غالبا ما تكون كتابية، أي أنها تعتمد على قدرته في القراءة والفهم ( خاصة الأسئلة الموضوعية).
3) يوظف مهارات القراءة في الحياة اليومية والخاصة مثل: قراءة الجرائد/ المجلات/ الأفلام المترجمة / اللافتات/ روشتة الدواء/ الفواتير/ الرسائل الخاصة/ الإعلانات والشعارات وغير ذلك.
4) الضعف في القراءة يؤدي إلى الضعف في الكتابة،
ولكي يتقدم الطالب في عملية الكتابة عليه أن يتقن أولاً المهارات القرائية. إذاً فالطالب يحتاج إلى تعلم مهارات القراءة من أجل توظيفها في حياته اليومية داخل المدرسة وخارجها. 2- هل هناك مهارة واحدة فقط للقراءة؟ بمعنى، هل نقرأ كل ما تصل إليه أيدينا من المواد المكتوبة بنفس المقدار من العناية ودرجة السرعة والإتقان؟ هناك في الحقيقة مهارات متعددة للقراءة: فقراءة الجريدة تختلف عن قراءة كتاب علمي مقررّ. وقراءة البحث تختلف عن قراءة قصة مسلية وقراءة رسالة شخصية تختلف عن قراءة قصيدة ….. وهكذا. وما نريد أن نوصله لتلاميذاتنا هو: 1) ليست هناك مهارة واحدة فقط للقراءة، وإنما عدة مهارات أساسية. 2) لا تعاملي كل المواد المقروءة بنفس السرعة ودرجة الإتقان. 3) كل ما يُقرأ يحتاج إلى تفكير قبل وأثناء وبعد القراءة . فالقراءة نفسها هي عملية تفكير. 4) القراءة مثل قيادة السيارة من حيث الحاجة إلى الانتباه والتركيز والتكيف في السير حسب ما يقتضيه الموقف. فالسير في شارع عريض يختلف عن السير في أزقة ضيقة.. وهكذا. 5) المرونة في القراءة تأتي بالتدريب على القراءة يوميا، وذلك بتوظيف جميع المهارات القرائية حسب المادة المقروءة. فلا تستعملي قراءة الدرس كبديل لكل أنواع القراءات*، فهناك: 1- قراءة الاستطلاع: وهي بمثابة اللقاء الأول بأي كتاب أو موضوع، قبل أن يقرر الشخص ما إذا كان سيقرأه أم لا. وبعبارة أخرى، إنها نظرة سريعة على بعض الأمور التي تلقي الضوء على محتوى المادة التي تحاولين قراءاتها، سواء كانت كتاباً أو موضوعاً أو مقالة أو غير ذلك. وتحدد لك مستوى المادة والأفكار التي تدور حولها تلك المادة، كالمقدمة والعرض والخلاصة، والزمن الذي كتبت فيه والمراجع التي أخذت منها بعض الأفكار والأسلوب الذي كتب به، إلى غير ذلك من الأمور. 2-القراءة العابرة أو التصفح: وهي قراءة تصفح خفيفة سريعة، تبحث عن بعض نقاط، أو عن أفكار عامة، تكون عادة مذكورة بوضوح في المادة المقروءة، كما تكون موجزة جداً، تتمثل في كلمة أو بضع كلمات يتم العثور عليها بسهولة، كإجابات عن أسئلة من نوع: (هل؟) (من؟) (متى؟) (أين؟) ( كم؟). وتكون الإجابة عن السؤال العابر عادة قصيرة، وقد لا تتعدى كلمة أو اثنتين. 3- قراءة التفحص: وهي قراءة متأنية نسبياَ، وتفيد عادة في تنظيم المادة. وهي تجيب عن أسئلة من نوع (لماذا؟) (وكيف؟)، إضافة إلى أسئلة القراءة العابرة. وهي تبحث عن أفكار متفرقة يسعى القارئ إلى تجميعها. وقد يحتاج من أجل ذلك أن يقرأ المادة كلها، ولكنه يقرأها بسرعة وحرص، ماراً بالأفكار كي يجيب عن الأسئلة التي في ذهنه، وهو خلال ذلك، يتعرف على النقاط الرئيسة والحقائق والمعلومات التي تجيب عن تلك الأسئلة. 4- قراءة الدرس: وهي قراءة متأنية دقيقة، كما أنها قراءة تأمل وتفكير. وتتطلب الأسئلة التي يجاب عنها في قراءة الدرس معلومات أكثر حرفية مما هي عليه في أنواع القراءة السريعة أو العابرة والتفحص. فالقارئ هنا يقرأ بعقل ناقد، وهو لا يكتفي بقراءة ما يرى، بل يقرأ بين السطور. لأن عليه أن يزن الحقائق الجديدة في ميزان خبراته الخاصة، ويتفاعل معها سلبا أو إيجابا، فتصبح بالتالي جزءاً من الخبرات الجديدة التي يضيفها إلى رصيده السابق من الخبرات. وهي التي ستساعده على التنبؤ بما سيرد من أفكار ومعلومات أثناء القراءة، فتصبح بذلك مفاتيح للفهم. 5- مهارة المجاراة ( القراءة السريعة مع الفهم السريع): وتعني القراءة السريعة مع الفهم السريع. وهي لهذا تعتمد على المرونة، أي "القدرة على قراءة النصوص المختلفة بالسرعة الأكثر اتفاقا مع غرض ونوعية النص". هذه المهارة ليست كالمهارات السابقة، فهي تحتاج إلى الكثير من التدريب، كما تتطلب الاستمرار في التطبيق. وحبذا لو دربت المعلمات تلميذاتهن عليها في المراحل الأولى بمجرد أن يتقن مهارات القراءة الآلية. وذلك بوضع خطة منظمة ذات أهداف واضحة تؤدي بالتالي إلى التحسن فالإتقان. 6)لكي تكون الطالبة قارئة جيدة ومرنةً عليها أن تتجنب المعوقات في القراءة السريعة مثل: 1- قراءة المادة كلمة كلمة مع أو دون تحريك الشفتين. 2- عودة حركة العين لما سبق وأن رأته من كلمات ومقاطع. 3- عدم القدرة على رؤية الكلمات التي على جانبي الكلمة التي تركز عليها العين. 3- كيف توظف الطالبة مهارات القراءة في جميع الموضوعات؟ هل تحتاج الطالبة إلى توظيف المهارات القرائية في حصة القراءة فقط؟ انها تقرأ مسائل الحساب، وتقرأ التجارب في العلوم، وتقرأ كذلك كتب التربية الدينية والاجتماعيات تماما كما تقرأ التعليمات والإرشادات المتعلقة بالألعاب الرياضية والنشاط والتربية الفنية والعلوم المنزلية. وهي تقرأ أيضا أوراق العمل وأوراق الامتحانات إلى غير ذلك ممن الكتب والمجلات في مطالعاته الخاصة. إذا فالطالبة تحتاج إلى توظيف جميع المهارات القرائية في كل ما تقرأه، والمعلمة الناجحة هي التي تساعد تلميذاتها في توظيف المهارات المناسبة في الموقف المناسب. 4-كيف تتم عملية القراءة؟ وما أنواعها؟ وماذا يوظف منها؟ تتم عملية القراءة عموما عن طريق الإبصار إذا كانت القراءة جهرية أو صامتة، وعن طريق السماع إذا كانت القراءة سمعية أما النوع الثالث فيتم عن طريق اللمس (طريقة بريل). والطالبة في مدارسنا، توظف نوعين من القراءة: 1) القراءة السمعية، وهذه تتم أثناء النقاش والاستماع. 2) القراءة البصرية سواء منها الجهرية أو الصامتة، أثناء القراءة للمواد التي تدرسها، وعند قراءة الأسئلة أو قراءة مواضيع التعبير أو الكلمات الصباحية أمام التلاميذ. 5-ما الفرق بين القراءة الجهرية والصامتة من حيث الصعوبة؟ توظف القاريئة العين والدماغ في القراءة الصامتة (5% من النشاط للعين و 95% كنشاط ذهني). بينما يضيف إلى ذلك توظيف جهاز النطق في القراءة الجهرية. ولهذا فان القراءة الجهرية هي الأكثر صعوبة وتحتاج إلى وقت أطول لأن القارئ سيقرأ كل كلمة مع مراعاة الضوابط والوقف ونبرة الصوت وتغيره ليتواكب مع المعنى …. الخ. ومما يجدر ذكره، أن القراءة الآلية، أي لفظ الحروف والمقاطع والكلمات والجمل والعبارات لفظا سليما مع مراعاة الضوابط والوقف والمعنى… الخ يتوقف إتقانها مع نهاية الصف الرابع الابتدائي (10 سنوات). إلا أن بعض التلاميذ يتقنونها قبل هذه الفترة، وبعضهم لا يتقنها إلا بعد ذلك بفترة قصيرة. وقد لا يتقنها البعض إلا بعد سنوات عدة. أما ال (Dyslexia) فقد لا يتقنون القراءة على الإطلاق إذا وصلوا سن الحادية عشرة قبل أن يتمكنوا من تمييز الحروف والكلمات. والسؤال الذي يُطرح: أيهما تستعمل الطالبة في حياتها أكثر، القراءة الجهرية أم القراءة الصامتة الفاهمة؟ لا شك أن القراءة الصامتة الفاهمة هي التي تحتاجها الطالبة والتي تستعملها طيلة حياتها. وهي التي ستلازمها كطريقة للتعلم الذاتي المستقل الذي يستمر معه مدى الحياة. ೬
- كيف نشجع التلاميذ على إتقان القراءة الصامتة؟ لكي تتقن التلميذات مهارات القراءة الصامتة التي تستخدمنها في معظم المواقف الحياتية، علينا: 1- أن ندربهم على مهارة الفهم، أي فهم المقروء، منذ بداية تعليمهن اللغة الفصحى في المدرسة وأن نستفيد من البطاقات الخاطفة للتدريب على القراءة الصامتة. 2- أن نضع بين أيديهن مواد قرائية متنوعة للتدرب على قراءتها قراءة صامتة فاهمة، بتوظيف مختلف المهارات القرائية حسب الحاجة إليها. 3- أن نراقب تقدمهن في مجال الفهم السريع بالقراءة السريعة وذلك باستعمال ساعة التوقيت. لا يكفي أن تقرأ الطالبة، وإنما عليها أن تعرف مسبقا الهدف من القراءة. 7- فإذا عرفت لماذا تقرأ فهي ستعرف عندئذ ماذا تقرأ وكيف تقرأ تطلب بعض المعلمات من تلميذاتهن أن تقرأن مادة الدرس قراءة صامتة. ما الخطأ الذي وقعت فيه المعلمة؟ 1- إنها لم تذكر شيئاً تدفع الطالبة للقراءة ( كسؤال للبحث عن إجابته). 2- وهي لم تحدد وقتاً مناسباً للقراءة ( كدقيقة ونصف مثلا). 3- كما انها لم تخلق حافزا للقراءة عن طريق الربط بشيء سابق. وهناك أمر هام. وهو أن الطالبة، تتفاعل عادة مع الموضوع الذي يشعر أنها بحاجة إليه. أو إذا أدركت أهميته وهدفه سواء كان في الرياضيات أو اللغة أو العلوم أو الاجتماعيات… الخ. وكلما كان الربط متينا بين المادة التي تتعلمها الطالبة وحاجتها، ضمن بيئتها ومجتمعها، كلما سهل عليها فهمها وإدراكها. 7- ماذا نعني بمهارة المجاراة وضبط السرعة؟ وكيف تتدرب عليها التلميذات؟ إنها القراءة السريعة مع الفهم السريع. ويمكن أن يتم تدريب التلميذات عليها خلال قراءة النصوص التي ترد في كتبهن المدرسية أو الاستعانة بنصوص خارجية. وذلك بأن تعين المعلمة وقتا مناسبا للقراءة. ويوماً فيوماً ينقص المقررة لقراءة نصوص مشابهة من حيث الكم والمستوى. كما يمكن تشجيع التلميذات بملاحظة سرعتهن وتسجيل المدة الزمنية لقراءاتهن الخارجية والعمل على إنقاص تلك المدة تدريجياً. لا شك أن التلميذات سيجدن متعة في ذلك، وسينجزن في فترة قصيرة ما كن سيحتجن إلى إنجازه وقتا طويلا. ولا يفوتنا هنا التركيز على الفهم، إذ لا معنى لتقليب الصفحات أن لم يقترن ذلك بفهم للمحتوى. ولنتذكر دائما أن كثيراً من الطالبات تخفقن في الإجابة عن الأسئلة الموضوعية التي تتعرضن لها، لا لعدم معرفتهن بالإجابات الصحيحة، وإنما للبطء في قراءة الأسئلة. 8- ماذا نعني بمهارة التخمين؟ وكيف توظفها الطالبة في قراءاتها المختلفة؟ إنها العملية الذهنية التي يقوم بها الدماغ قبل قراءة النص. فقد يوحي العنوان بأفكار قد تكون في صلب الموضوع، فيخمن القارئ أو يتنبأ بما يمكن أن يرد في ذلك النص. وهذه العملية تستمر كذلك كنشاط ذهني يمارسه القارئ خلال القراءة، فيتوقع ما سيرد من أفكار ونتائج عن طريق الربط بين الجمل. يمكن تدريب التلميذات على هذا النشاط الذهني أثناء أدائهن للأنشطة الصفية سواء كانت في حصة لغة عربية أو أثناء حل مسائل حسابية أو تجارب علمية.. أو وقائع تاريخية… وهكذا. المهم أن نفسح المجال للطالبة لتقرر وتخمن، وبعد ذلك تقارن بين النتيجة الحقيقية وتلك التي سبق وتنبأت بها. قد يتساءل البعض، وما الفائدة من ذلك؟ وللإجابة عن هذا السؤال نقول: ألا يكفي أن تتاح فرصة التفكير للطالبة؟ أو ليس التفكير هدف عظيم بحد ذاته؟؟ ثم إن التدريب المبكر على هذه المهارة تساعد الطالبة في حياتها العملية في الحاضر والمستقبل، فهي أداة رائعة لقياس النتائج قبل وقوعها، فتتجنب ما هو سلبي ويقبل على ما هر إيجابي. 9- كيف تقيم الطالبة قدرتها على فهم المقروء باستعمال الأسئلة المفتاحية؟ تحتاج الطالبة أولا أن تعرف الأسئلة التي يقيس بها الفهم، والأداة التي تستعمل للاستفسار عن أمر محدد: فالسؤال ب ( هل؟) يحتاج إلى الإجابة بالنفي أو الإيجاب، (من؟) للاستفسار عن الأشخاص، ( ماذا؟) للأشياء، ( أين؟) للمكان، (متى؟) للزمان، ( لماذا؟) للسبب أو المبرر و ( كيف؟) للسؤال عن الهيئة، وهو يحتاج إلى توضيح وتفسير. (وكم؟) للعدد. هذه هي مفاتيح الأسئلة وما عداها فهي أسئلة مشتقة منها. بعد معرفة الاستعمالات المختلفة لهذه المفاتيح، تحتاج الطالبة لان تتدرب عليها. وذلك بان تضع المعلمة نصا مناسباً بين أيدي التلميذات وتطلب منهن أن تحددن السؤال الذي ينطبق على كل إجابة تحددها هي لهن. وإذا تمكنت التلميذات من إتقان ذلك، يسهل عليهن بالتالي وضع أسئلة مشابهة لدى قراءاتهن الخاصة أو أثناء دراستهن للمواد المقررة مما يسهل عليهن تذكر المعلومات بدلا من حفظ النصوص غيبا ( وهذا ما يحصل عادة عند كثير من التلميذات). وكلنا نعرف أن الحفظ غيبا لا يدل على الفهم والاستيعاب.
ولو تدربت الطالبة على مهارة الفهم السريع بالقراءة السريعة، وعلى الأسلوب الصحيح في الدراسة وتقييم قدراتهن على فهم المواد واستيعابها وبالتالي تذكرها، فانهن لن يلجأن إلى الطرق الملتوية (كالغش مثلا) لدى تقديم الامتحانات وستدرك الطالبة أن الوقت والجهد الذي بذلنه لاستعمال الأساليب الخاطئة ربما تكون أطول بكثير من الوقت الذي تحتاجه للدراسة والفهم والاستعداد الحقيقي للامتحانات.
10-ماذا تكتسب الطالبة من إتقانها للمهارات القرائية الأساسية؟ إن إتقان الطالبة للمهارات القرائية الأساسية ليست هدفا بحد ذاته، وإنما وسيلة لأهداف هامة، فالطالبة: 1- تكتسب عادة القراءة السريعة والفهم السريع في مطالعاتها الحرة التي تستمر معها مدى الحياة. 2- تكتسب القدرة على التعبير والكتابة الفعالة، وذلك بتعرفه على الأساليب المختلفة في التعبير واستعمال الألفاظ واللعب باللغة. 3- تكتسب القدرة على اجتياز جميع أنواع الاختبارات سواء منها الموضوعية وغير الموضوعية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق