صفحاتي

السبت، 27 فبراير 2010

القراءة ...ثم القراءة



سئل الأديب الكبير عبّاس محمود العقّاد عن سبب حبه للقراءة فقال:

(( لست أهوى القراءة لأكتب .. ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير السّنين وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفيني .. ولا تحرّك كل ما في ضميري من بواعث الحركة .. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة في مدى عمر الإنسان الواحد لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وإن كانت لا تطيلها في مقدار الحساب .. فكرتك أنت فكرة واحدة .. شعورك أنت شعور واحد .. خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك ..

ولكنّك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى .. أو لاقيت بشعورك شعوراً آخر .. أو لاقيت بخيالك خيال غيرك فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين أو أن الشعور يصبح شعورين أو أنّ الخيال يصبح خيالين …

كلا . إنّما تصبح الفكرة بهذا التّلاقي مئات الفكر في القوّة والامتداد)) .


يقول الشيخ عائض القرني :

(( ( إذا ركبت مع أوروبي وجدته خانساً منغمساً يقرأ في كتاب ، وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي ، أو كالعاشق الهاوي ، يتعرف على الركاب ، ويسولف مع الأصحاب والأحباب . .. بيننا وبين الكتاب عقدة نفسية ، ونحن أمة (اقرأ) ، ولكن ثقلت علينا المعرفة ، وخف علينا القيل والقال ، ولو سألت أكثر الشباب : ماذا قرأت اليوم ؟ وكم صفحة طالعت ؟ لوجدت الجواب : صفر مكعَّب ، مع العلم أن غالب الشباب بطين سمين ثخين بدين ، لأنه مجتهد في تناول الهنبرقر والبيتزا ، وكل ما وقعت عليه العين ووصل إلى اليدين .. إلا الكتاب )))

وأتعجب أشد العجب من إناس .. حقا اصيبوا بفتنة شراء الكتب .. حيث سيطرت عليهم هذه العادة ، فلم يستطيعوا منها فكاكاً .. نجد الواحد يتجول بين المكتبات بين الحين والآخر لشراء الكتب ، ثم يثبت نظره على كتاب معين .. تمتد يده إليه برفق يأخذ في تقليب بعض صفحاته لثوان فينال إعجابه ويقرر شراءة ثم يضمه إلى مجموعة كتبه المنزلية المغبرة ..

والبعض يقول أحب القراءة ولكن لا أجد وقت للقــراءة .. وهو أمــر عجيب ..

القراءة تستحق أن نخصص لها وقتاً مناسباً .. كما نخصص أوقات مناسبة للأكل والشرب والسمر ..



يتّضح لنا من كلام الأديب الكبير { العقّاد } أنّ كثرة القراءة تكرّس لدى المرء ( حب المطالعة )

وتزيد من ثقافة الفرد فتعزّز لديه ثقته بنفسه وبكيانه


(( أنا أقرأ إذاً أنا موجود )) .

والثقافة النّاجمة عن القراءة العميقة الهادفة مظهر حضاري .. ومعيار صادق لتقدّم الشعوب ورقي الأمم .. فالثقافة لم تعد { ترفاً فكريّاً } مقصوراً على فئة دون الأخرى بل أصبحت أمراً لازماً .. وزاداً روحياً للفرد فهي تلعب دوراً بارزاً وأساسياً في تكوين شخصيته وإكسابها إشراقاً وتألّقاً وبريقاً خاصاً

والشعب الذي لا يقرأ يعني أنّه شعب توقّفت عقول أفراده عن النمو وعجزت عن متابعة التّطور العلمي والثقافي .. فالقراءة توسع المدارك وتجعل الفرد القارىء يطّلع على ثقافات الشعوب والأمم الأخرى .. وكذلك ثقافات الأجيال التي سبقته لذلك قيل : (( إنّ الذي لا يعلم شيئاً إلا عن جيله عاش طفلاً )) .


القراءة مهمة جداً في مرحلة الطفولة لأنّ ّ هذه المرحلة هامّة جداً في حياة الإنسان حيث يعتمد عليها كل ما يتلوها من مراحل النمو في المستقبل .. ففي هذه المرحلة ترسى الأسس التي تبنى عليها شخصيّة الطفل وما يتضمّنه هذا البنيان من قيم واتجاهات تحدّد نوعيّة وطريقة سلوكه مستقبلاً .



وتلعب القراءة دوراً فعّالاً في بناء شخصيّة الطفل .. فالذي يقرأه في صغره ينعكس على سلوكه وعواطفه وأفكاره ..


وقفة ..

أتذكر يوماً قالت لي أمي .. في الجرد السنوي للمنزل ،، سوف أرمي كل كتبك .. قلت لها ارميني أنا ، ولا ترمي كتبي ..

++ الكتب هي أعز ما يملك الإنسان .. فهي التي حفظت بين دفتيها .. ومازالت تحفظ كل ما أتته البشرية من أعمال .. وانجبته من أفكار .. وكل ما كسبته بلا استثناء ++


ويجب أن نركز على ماذا نقرأ من كتب ؟

منهم من يقرأ كتب الابراج والسحر والشعوذة والعلمانية .. الكتب التي تقلب الافكار .. وتفسد المففاهيم ..

لذلك يجب أن نركز على هذه النقطة قبل شراء أي كتاب.. ونعرف من هو مؤلف الكتباب ..

ونقرأ الكتب التي تزيد من إيماننا وعلمنا وثقافتنا ..

ونحرص أشد الحرص على كتب الجيب الصغيرة نضعها في الحقيبة .. لنقرأ فيها وقت الانتظارات الطويلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق